الخبر يتمّم معنى المبتدأ، ويأتي الخبر على ثلاثة أنواع:
1- خبر مفرد: أي إنه اسم واحد، وهو يطابق المبتدأ في عدده إفرادًا وتثنية وجمعًا، ويطابقه في نوعه (تذكيرًا وتأنيثًا). مثلًا:
– الكتاب ممتع (ممتع: خبر مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة).
– الكتابان ممتعان (ممتعان: خبر مرفوع علامة رفعه الألف لأنه مثنًّى).
– الكتب ممتعة/ممتعات (جمع غير العاقل يعامَل معاملة المفرد المؤنث أو جمع المؤنث – ممتعة/ممتعات: خبر مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة).
– الرجال قوَّامون (قوَّامون: خبر مرفوع علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم).
– النساء حرائر (حرائر: خبر مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة).
2- خبر شبه جملة: أي إنه جارّ ومجرور، أو ظرف، وفي الغالب يأتي بعد الظرف مضاف إليه، مثل:
– الخوف في القلوب (في القلوب: “في” حرف جر مبني لا محل له من الإعراب، و”القلوب” اسم مجرور علامة جره الكسرة الظاهرة، وشبه الجملة “في القلوب” في محل رفع خبر المبتدأ “الخوف”).
– الأيام بيننا (بينَنا: “بينَ” ظرف مكان منصوب علامة نصبه الفتحة الظاهرة، و”نا” ضمير مبني في محل جر مضاف إليه، وشبه الجملة “بيننا” في محل رفع خبر المبتدأ “الأيام”).
– الناس في الشوارع (في الشوارع: “في” حرف جر مبني لا محل له من الإعراب، و”الشوارع” اسم مجرور علامة جره الكسرة الظاهرة، وشبه الجملة “في الشوارع” في محل رفع خبر المبتدأ “الشوارع”).
– الاجتماعُ عندَ الفجر (عند الفجر: “عند” ظرف زمان منصوب علامة نصبه الفتحة الظاهرة، و”الفجر” مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة الظاهرة، وشبه الجملة “عند الفجر” في محل رفع خبر المبتدأ “الاجتماع”).
3- خبر جملة: إي إن الخبر يكون جملة كاملةً، اسمية أو فعلية، ويكون فيها رابط يربط بينها وبين المبتدأ، هو في الغالب ضمير يعود على المبتدأ، مثل:
– الكتاب غِلافُه جميل (الخبر هو الجملة الاسمية “غلافه جميل”، والرابط هو الضمير الهاء الذي يعود على المبتدأ “الكتاب”).
الكتاب: مبتدأ أول مرفوع بالضمة الظاهرة.
غلافه: “غلاف” مبتدأ ثانٍ مرفوع بالضمة الظاهرة، والهاء ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
جميل: خبر المبتدأ الثاني مرفوع بالضمة الظاهرة.
والجملة الاسمية من المبتدأ الثاني وخبره (غلافه جميل) في محل رفع خبر المبتدأ الأول (الكتاب).
– الشمس تجري لمستقَرّ لها (الخبر هو الجملة الفعلية “تجري لمستقَرّ لها”، والرابط هو ضمير الفاعل المستتر “هي” العائد على المبتدأ “الشمس”).
الشمس: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
تجري: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره “هي” عائد على المبتدأ “الشمس”.
لمستقَرّ: اللام حرف جر مبني لا محل له من الإعراب، و”مستقَرّ” اسم مجرور علامة جره الكسرة الظاهرة، وشبه الجملة “لمستقَر” متعلّق بالفعل “تجري”.
لها: اللام حرف جر مبني لا محل له من الإعراب، و”ها” ضمير مبني في محل جر اسم مجرور، وشبه الجملة “لها” في محل جر نعت لـ”مستقَر”.
والجملة الفعلية “تجري لمستقَر لها” في محل رفع خبر المبتدأ “الشمس”.
…
إذًا: الخبر ثلاثة أنواع:
1- مفرد، يطابق المبتدأ في العدد والنوع.
2- شبه جملة: جار ومجرور أو ظرف.
3- جملة اسمية أو فعلية، ويكون فيه رابط يعود على المبتدأ، وهو في الغالب ضمير، ظاهر أو مستتر.
…
الشرح الصوتي:
أي اسم عربي إما أنه معرفة، وإما أنه نكرة.
المعرفة هي الكلمة المحدَّدة في الجملة.
والنكرة هي الكلمة غير المحدَّدة.
فإذا قلت: “قرأتُ كتابًا”، فكلمة “كتابًا” نكرة، لأنها غير محددة، قد تكون قرأت أي كتاب. وإذا قلتَ: “قرأتُ الكتاب” فكلمة “الكتاب” معرفة، لأنها يُقصَد بها كتاب محدَّد معلوم لدى المخاطَب والمتكلم. والشيء الواحد لا يكون نكرةً مرتَين في الكلام، بل يكون نكرة مرةً، وبعدها يصبح معرفةً في بقية الكلام، لأنه أصبح محدَّدًا بالكلام السابق عنه. فإذا قلتَ: “اشتريتُ قميصًا أمس”، فإن الردّ يكون: “أين القميص؟”، أو يكون استكمال الكلام: “وارتديتُ القميص اليوم”، فجاءت الكلمة نكرةً في البداية “قميصًا”، وهُنَا حُدِّدَت، فأصبحت معرفةً في ما بعد “القميص”.
…
فما المعارف في الكلمات العربية، وما النكرات فيها؟
المعرفة سبعة أنواع، والنكرة أي اسم غير هذه السبعة الأنواع.
فما هذه السبعة؟
1- العَلَم: أي الاسم الذي يُطلَق على شيء/شخص/مكان/… معيَّن ولا يُطلَق على سواه(*)، بحيث إذا ذُكر اللفظ لم يرِدْ على الذهن سوى مقصود واحد، مثل: الله – مصر – محمَّد – زينب – عطارد – النيل – القاهرة – إلخ.
2- المعرَّف بأل: أي الاسم النكرة الذي دخلَت عليه “أل” التعريف فأصبح بذلك معرفةً، مثل: كتاب/الكتاب – قصة/القصة – بلد/البلد – حياة/الحياة.
3- المعرَّف بالنداء، وهو المنادى النكرة المقصودة: إذا قصدتَ شخصًا ما بالنداء بصفَتِه، فإنك تناديه بصيغة النكرة، ولكنها تكون نكرة مقصودة، وقصدها يجعلها معرفة، مثل: يا غلامُ – يا رجلُ – يا طالبُ، إلخ.
4- المعرَّف بالإضافة إلى معرفة: قد تكون الكلمة نكرةً، ولكنك إذا أضفتَها إلى معرفةٍ أصبحَت معرفةً مثلها، فكلمة “كتاب” نكرة، ولكن “كتاب النحو” معرفة، وكذلك: طريق/طريق الحق – هاتف/هاتف البيت – عين/عين الحبيب – لقاء/لقاء الأصدقاء – إلخ.
5- أسماء الإشارة(**):
ذا – ذي – ذان – تان – أولاء (هذه أسماء الإشارة الأصلية).
هذا – هذه هذان/هذين – هاتان/هاتين – هؤلاء (تضاف الهاء في أول أسماء الإشارة للتنبيه أو للإشارة إلى القريب).
ذلك – تلك – ذانك – تانك – أولائك (تضاف الكاف في آخر أسماء الإشارة تعبيرًا عن المخاطَب، فنقول “ذلكَ” عند خطاب المفرد المذكر، ونقول “ذلكِ” عند خطاب المفردة المؤنثة، إلخ). وهذه الأسماء بنفس ترتيبها يُقصد بها: المفرد المذكر – المفرد المؤنث – المثنى المذكر – المثنى المؤنث – الجمع بنوعيه.
6- الأسماء الموصولة:
الذي: مفرد مذكر.
التي: مفرد مؤنث.
اللذان/اللذين: مثنًّى مذكَّر.
اللتان/اللتين: مثنًّى مؤنَّث.
الَّذِين: جمع مذكَّر.
اللائي – اللاتي – اللواتي: جمع مؤنَّث.
مَن: اسم موصول عامّ للعاقل (يُقصَد به المفرد والمثنى والجمع، المذكَّر والمؤنَّث).
مَا: اسم موصول عامّ للعاقل وغير العاقل (يُقصد به المفرد والمثنى والجمع، المذكَّر والمؤنث).
7- الضمائر: هي كلمات تُستعمَل لعدم تكرار الأسماء الصريحة في الكلام، فعبارة مثل “أحمد ذهب إلى عمله وبدأه وأنهاه بسرعة” إذا لم نستعمل فيها ضمائر فستكون على النحو التالي: “أحمد ذهب أحمد إلى عمل أحمد وبدأ أحمد العمل وأنهى أحمد العمل بسرعة”، فنستعمل الضمائر حتى لا نكرر الأسماء.
والضمائر من حيث المقصود بها ثلاثة أنواع:
متكلم: هو الذي يقول الكلام.
مخاطَب: هو الذي يوجَّه إليه الكلام.
غائب: هو أي شيء أو شخص غير المتكلم أو المخاطَب، ولو كان معهما في نفس المكان والزمان.
فإذا اجتمع أحمد وعلي وإبراهيم معًا، وقال أحمد لعلي: “إبراهيم هو صديقي الأول”، فإن المتكلم هو أحمد، والمخاطَب هو علي، والغائب هو إبراهيم.
والضمائر من حيث شكلها وتكوينها ثلاثة أنواع:
– ضمائر منفصلة: أي تُكتَب وحدها دون حاجة إلى اتصالها بغيرها من الكلمات.
– ضمائر متصلة: لا تُكتَب إلّا متصلةً بغيرها من الكلمات.
– ضمائر مستترة: لا تُكتَب أصلًا، ويقدَّر وجودها في الكلمات.
والضمائر من حيث معناها خمسة أنواع:
مفرد مذكر – مفرد مؤنث – مثنى مذكر ومؤنث – جمع مذكر – جمع مؤنث.
وسنذكرها في ما يلي بهذا الترتيب، في ما عدا المتكلم لأنه ضميران فقط.
وهذا تفصيل الضمائر:
1- الضمائر المنفصلة:
للمتكلم: أنا (للمفرد بنوعيه) – نحن (للمثنى والجمع بنوعيهما).
للمخاطب: أنتَ – أنتِ – أنتما – أنتم – أنتُنَّ.
للغائب: هو – هي – هما – هم – هُنَّ.
2- الضمائر المتصلة (سنذكرها هنا متصلة بكلمة “كتاب” لأنها لا تُكتب منفصلة):
للمتكلم: كتابي (للمفرد بنوعيه) – كتابنا (للمثنى والجمع بنوعيهما).
للمخاطب: كتابكَ – كتابكِ – كتابكما – كتابكم – كتابكُنَّ.
للغائب: كتابه – كتابها – كتابهما – كتابهم – كتابهُنَّ.
أحيانًا نُضطَر إلى فصل الضمير المتصل عن الكلمة التي يتصل بها، ربما لأسباب بلاغية، وفي هذه الحالة نصله بـ”مسوِّغ الاتصال”، وهو كلمة “إيَّا”.
مثلًا في عبارة “نعبدك”، إذا أردنا تقديم المفعول به “الكاف” على الفعل، فلا يمكن أن نقول “ك نعبد”، لهذا نصل الضمير بمسوغ الاتصال فنقول: “إياك نعبد”، ومثلها “إياك نستعين”، و”إياكم أحب” و”إياه قابلت” و”إيانا فارحم”، إلخ.
(*) قد يظن البعض أن العَلَم في أسماء البشر غير ممكن، لأن كثيرين يسمَّون بنفس الاسم. لكن أوضِّح هنا أننا إذا قلنا “محمد” فإننا نعني “محمد بن فلان بن فلان بن فلان… بن آدم”، وهذا لا يمكن أن يشترك فيه أكثر من فرد. وإذا اجتمع في مكان واحد شخصان بنفس الاسم فإن الناس يشيرون إليهما بما يميز كليهما من الآخر، فيقولون “محمد علي” و”محمد أحمد”، وهكذا.
(**) بعض مراجع اللغة يقول إن “هنا” و”هناك” من أسماء الإشارة، وبعضها يقول إنهما من الظروف، ونحن نرجّح أنهما من الظروف، لأنهما يعنيان المكان والزمان، ولا يُشار بهما إلى معرَّف بأل فيصبح بدلًا: فنقول “هذا الرجل مجتهد” ولا نقول: “هنا الرجل مجتهد” مثلًا.
…
الشرح الصوتي: